إسأل  
 
  الكفاية  
 
  العود  
 
  التجويد  
 
  الآجرومية  
 
  الخطوط  
 
  الرئيسية  
 

 لكل امرئ من دهره


لكل امرئ من دهره

أبو الطيب المتنبي


وعادت سيف الدولة الطعن في العدا لكل امرئ من دهره ما تعـودا
ويـمسي بما تنوي أعاديه أسعدا وأن يكذب الإرجاف عنه بضده
وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى ورب مريد ضـره ضر نفسـه
رأى سيفـه في كفه فتشهـدا ومستكبر لـم يعرف الله ساعة
على الدر واحذره إذا كان مزبدا هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا
وهذا الذي يأتي الفتى متعمـدا فإني رأيت البحر يعثر بالفتـى
تفـارقه هلكى وتلقاه سجـدا تظل ملوك الأرض خاشعة لـه
ويقتل ما يحيي التبسم والـجدا وتـحيي له المال الصوارم والقنا
يرى قلبه في يومه ما ترى غـدا ذكـي تظنيـه طليعـة عينـه
فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا وصول إلى المستصعبات بـخيله
مماتا وسـماه الدمستق مولـدا لذلك سمى ابن الدمستق يومـه
ثلاثا لقد أدناك ركض وأبعـدا سريت إلى جيحان من أرض آمد
جـميعا ولم يعط الجميع ليحمدا فولـى وأعطاك ابنه وجيوشـه
وأبصـر سيف الله منك مـجردا عرضـت له دون الحياة وطرفـه
ولكن قسطنطين كان له الفـدا وما طلـبت زرق الأسنة غيـره
وقد كان يجتاب الدلاص المسردا فأصبـح يجتاب المسوح مـخافة
وما كان يرضى مشي أشقر أجردا ويـمشي به العكاز في الدير تائبا
جريـحا وخلى جفنه النقع أرمدا وما تاب حتى غادر الكر وجهـه
ترهـبت الأملاك مثنى وموحـدا فلو كان ينجي من علي ترهـب
يعد له ثوبا من الشعـر أسـودا وكل امرئ في الشرق والغرب بعدها
وعيد لمن سـمى وضحـى وعيدا هنيئا لك العيد الـذي أنت عيده
تسلم مـخروقا وتعطى مـجددا ولا زالت الأعيـاد لبسك بعـده
كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى
وحتـى يصيـر اليوم لليوم سيـدا هو الجد حتى تفضل العين أختهـا
أمـا يتوقـى شفـرتي ما تقلـدا فيا عجبـا من دائـل أنت سيفـه
تصيـده الضـرغام فيما تصيـدا ومن يجعل الضـرغام بازا لصيـده
ولو شئت كان الحلم منك الـمهندا رأيتك محض الحلم في محض قـدرة
ومن لك بالـحر الذي يحفظ اليـدا وما قتـل الأحرار كالعفو عنهـم
وإن أنت أكـرمت اللئيـم تـمردا إذا أنت أكـرمت الكـريم ملكتـه
مضر كوضع السيف في موضع الندى ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
كما فقتهـم حالا ونفسا ومـحتدا ولكـن تفوق الناس رأياً وحكمـة
فيتـرك ما يخفـى ويؤخذ ما بـدا يدق على الأفكـار ما أنت فاعـل
فأنـت الذي صيرتـهم لي حسـدا أزل حسد الـحساد عني بكبتهـم
ضـربت بسيف يقطع الـهام مغمدا إذا شد زندي حسـن رأيك فيهـم
فزيـن معروضـا وراع مســددا ومـا أنـا إلاّ سـمهري حـملتـه
إذا قلـت شعرا أصبح الدهر منشـدا ومـا الدهـر إلاّ من رواة قلائـدي
وغنـى بـه من لا يغنـي مغــردا فسـار بـه من لا يسيـر مشمـرا
بشعـري إتاك الـمادحون مـرددا أجزنـي إذا أنشدت شعـرا فإنـما
أنا الصـائح المحكي والآخر الصـدى ودع كل صـوت غير صوتي فإننـي
وأنعلـت أفراسي بنعماك عسجـدا تركت السـرى خلفي لمن قل مالـه
ومن وجد الإحسـان قيـدا تقيـدا وقيـدت نفسـي في ذراك مـحبة
وكنت على بعـد جعلنك موعـدا إذا سـأل الإنسـان أيامـه الغنـى




ولدالمتنبي سنة 303 هـ . عاش في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب . قُتل المتنبي مع أبنائه سنة 354 هـ بالقرب من بغداد




  

محتويات





























© الجملة المفيدة. 2010


بحث

chimie labs
|
scientific sentence
|
java
|
php
|
green cat
|
contact
|


© 2010 الجملة العلمية  جميع الحقوق محفوظة