Articles & Societies
محمد عابد الجابري

محمد عابد الجابري، السيرة الذاتية

محمد عابد الجابري أديب و مفكر و فيلسوف مغربي. ولد في بلد فكيك في 27 ديسمبر 1936 ، و توفي في مدينة الدار البيضاء، المغرب، في 3 مايو 2010 . بعد الدراسات الإتبدائية، غادر فكيك إلى الدار البيضاء في بداية الخمسينات، و اشتغل هناك كمدرس ثم ناظر ثانوية

في عام 1958 م انتقل إلى دمشق في سوريا و تحصل على البكالوريا هناك في الفلسفة كمرشح حر وعاد إلى المغرب. اشتغل بعدئذ كمراقب وموجه تربوي لأساتذة الفلسفة بالتعليم الثانوي بين سنتي 1965 و 1967. كان عضوا في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من عام 1962 إلى عام 1981

في 1964 تحصل الجابري على الليسانس في الفلسفة، ثم الماجستير سنة 1967 ، ثم الدكتوراه عام 1971 . عمل وقتئذ كأستاذ الفلسفة و الفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب، في جامعة محمد الخامس بالرباط بين سنتي 1967 و 2002. ألف 30 كتاباً حول قضايا الفكر المعاصر. و قد تعمق كثيرا طوال مسيرته الفلسفية في قضايا و العقل العربي و التراث العربي الإسلامي

محمد عابد الجابري، الوجه الآخر

كان محمد عابد الجابري يطمئن للقب الفيلسوف العربي، إذ قال في كتابه :" أضواء على مشكلة التعليم في المغرب " دار النشر المغربية - الدار البيضاء، 1973: اذا اردتم ان ينجح التعريب في المغرب فيجب اماتة اللهجات البربرية

الجابري مفكر عظيم بالفعل. لكنه لم يقدم للأمازيغية لغته الأم أي خدمة. و لم يقدم لبلاد فكيك أي مزية لا مادية ولا معنوية

بسبب التعليم الذي تلقاه منذ البداية في مدرسة النهضة ببلاد فكيك إلى الجامعة في سوريا ثم الرباط ، و بسبب كتاباته، أصبح عربيًا قوميا مشددا. المدرسة الإبتدائية النهضة المحمدية أسسها السلفي الحاج محمد فرج . كان مشروعه تربويا و تعليميا من تخطيطه و رعايته ليبقى في العمق كارها للأمازيغية

كان الجابري لا يتقن أي لغة أجنبية . لكن اللغة العربية كان يحبها و يعشقها و يدافع عنها إلى درجة التقديس. و قد قدم لهذه اللغة خدمات استثنائية مهمة و باهضة. بعشقه لهذه اللغة، أصبح لغويأ و بليغا فيها. بها كان يفكر، و بها كان يحرك قلمه حتى أصبح يعبر بها بكل سلس و طلاقة مما يسر له الطريق و التوجه إلى مجال الفلسفة

كان الراحل الجابري يظهر هجائه للأمازيغية في كل مناسبة. مثال آخر عن ذلك ، رفض المطالب الأمازيغية . و قد صرح به في حوار له مع القناة الثانية المغربية في أواخر التسعينيات الماضية، بقوله أن ما يريده الأمازيغيون بالقرى والجبال والأرياف هو الماء والكهرباء والمستشفى والمدرسة، وليس ما تطالب به الجمعيات الأمازيغية من هوية ولغة وثقافة أمازيغية

رحم الله الفيلسوف محمد عابد الجابري

عبد الرزاق عجاجة --
سبتمبر 2022