Articles
Societies
العبودية

الحراطين هم العبيد أو المحرّرون من العبودية أو أحفادهم . عموما أصلهم من الزنوج ، أي ينتمون إلى عرق أسود. يعيشون بشكل رئيسي في شمال غرب إفريقيا و في منطقة الساحل

في هذه المناطق من العالم بالذات، كان وصول السود من إفريقيا الوسطى ، من باب أولى ، لأغراض العبودية. تم شراؤهم مقابل الملح ومنتجات التمر، و الفحم وفضلات الإبل عن طريق تجارة الرقيق. ومنهم من قد تم تجنيدهم قسراً في الجيش المغربي من قبل السلطان مولاي إسماعيل :1672 - 1727

بعدئذ ، أصبح الغالب منهم مزارعين وحارثين لأصحاب الحقول والبساتين من المجتمع المغاربي الأبيض ، المكون من الأمازيغ والعرب . في الوقت الحاضر ، لا يزال هناك الملايين من الحراطين يعيشون في عزلة عنصرية، و خصوصا في بلاد مالي و موريطانيأ

في الأمازيغية ، كلمة حراطين هي "إحرضانن". المفرد هو "أحرضان" ، في المؤنث "تحرضانت". على عكس "السيد" ، كلمة "أحرضان" تعني الخادم للسادة، العامل لكل شيء ، بدون أجر. لكن ليس بالضرورة كل السود عبيدًا

في مجتمع بلاد فجيج و واحاته ، تم تحرير العبيد لعدة أجيال. بصفة رسمية، لم يعد الحراطين لهم وجود . لقد اندمجوا تمامًا وانحلوا في المجتمع. في المغرب ، تم الإعلان عن إلغاء العبودية ، من حيث المبدأ ، في عام 1922

على الرغم من تطبيق العديد من المشاريع لإنهاء الرق عبر القرون، منذ العصور الغابرة في اليونان القديمة ، فإن إلغاء العبودية لم يدخل حيز التنفيذ إلا بالموافقة الملكية البريطانية في 28 أغسطس 1833، عبر الأمبراطوية البريطانية في جميع أنحاء العالم

في كندا ، كان غالبية العبيد من أصل أمريكي أصلي. في الولايات المتحدة ، تم إلغاء العبودية في 18 ديسمبر 1865. في الأمم المتحدة ، تحظر المادة 4 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الصادر في 10 ديسمبر 1948 ، العبودية بجميع أشكالها

لقد تطورت العبودية و تجلت بطرق مختلفة عبر التاريخ. اليوم ، لا تزال بعض أشكال العبودية التقليدية قائمة ، بينما يتطور البعض الآخر ، ويولد البعض الآخر. أما الأخطر و الأبشع من كل أنواع العبودية هي العبورية الطوعية.

العبودية ليست مجرد بقايا الماضي ، ولكنها حقيقة حزينة لا تزال موجودة حتى اليوم و أخطرها العبودية الإرادية.

عبد الرزاق عجاجة --
ديسمبر 2021