Articles divers
© The scientific sentence. 2010
| |
|
Societies
Sociétés
مدارس التجهيل
البنية الذهنية تحت هيمنة التدريس
ماذا نتعلم في المدرسة ؟
البنية الذهنية في قبضة المعلم
عند قبول الطفل إلى المدرسة، بنيته العقلية تشمل قبلئذ عمليات كثيرة مصدرها البيئة التي يتربى فيها و هي الأسرة الأبوية. هذه العمليات مرتبطة بالأخلاق، مثل الصدق و الثقة أو الكذب و الغش، و ببعض أساليب العيش في الحياة مثل حب أشياء معينة أو تجنبها . في هذه المرحلة يقع الطفل في مخالب أخرى و هي التـي داخل البيئة المدرسية
بعد أن كانت الأسرة لا توفر للطفل سوى تربية و تعليما أوليين أساسين، تأتي المدرسة و تتولى الأمر ثم تزيد إليه تعليما مدرسيا بما فيه من قراءة و كتابة و أمر و نواهي.
نظام التعليم في المؤسسات التعليمية و كليات التربية في البلاد المتخلفة غلط من الأول. أساسه التلقين و الحفظ و عدم استعمال العقل و النقد. يعني التفكير ممنوع
الطرقية التربوية السهلة
في البداية هناك محرمات ثقافية أو قبلية ، مثل منع حرية التفكير أو تحقير إبداء الرأي ، و منع التلميذ من السؤال وترويضه على الخوف و الإستظهار للنجاح في الإمتحان. هذا النظام المدرسي الفاشل يضع الطالب في قالب شعاره السمع و الطاعة . جميع هذه العمليات و الإجراءات متداخلة في البنية المعرفية وتشكل الأدوات المستعملة في العيش باستمرار
هنا النوع من التعليم لا يفيد في كيفية التفكير ، بل يعلم الإحتفاظ على ما فكره و خططه الآخرون للتدريس، و لو منذ قرون. الطريقة الرسمية و المتفق عليها في التعليم المتخلف هي حشو المعلومات في عقل الطفل مع الطلب منه أن يحفظها و يرددها و يستظرها
من زاوية أخري، المدرسة المتخلفة مؤسسة للترويض. و الترويض هو ضبط السلوك عن طريق الثواب و العقاب و ليس عن طريق المسؤولية و الإقناع و استعمال العقل. يحدث داخلها تحصيل بغير فهم و بدون فطنة و تكريس العنف و الكراهية و التخلف
هناك كذلك إرعاب ، بل إرهاب، الطفل بقصص الموت و جهنم و الجحيم و عذاب القبر و عذاب الآخرة، بدلا من نشر الحب و التسامح و الفن و الرسم و الموسيقى. كثير مما فيها عمليات
ماذا في المناهج ؟
من الواضح أن حذف أو تهميش بعض الحصص من التعليم تُفقد الطالب المنطق و الأحاسيس و المشاعر فتخلو منها البنية الذهنية فيتصرف بغير توازن. على العكس من ذلك ، فإن إضافة بعض المواد في التدريس لا تفيد الطالب و من الأجدر أن لا تتواجد داخل إطار المناهج الدراسية .
حصة الرسم من التعليم تُفقد الطالب إحساس اللون و الضوء و الظل و الخط حتى أصبح القبح مؤلوفا و القمامة لا يندهش منها و لا يستغرب من منظر البيوت و الطرق القبيحة التي لا تحوي أي رمز من رموز حب الحياة ، مثل الأشجار و الفنون على الجدران أو بعض الورود على النوافذ.
أذا كانت تتواجد في هذه المدرسة الفاشلة برامج دراسية مثل التربية الوطنية و التربية الدينية و التربية البدنية ، فلماذا التربية الجنسية ليس من بينها؟ أين المشكل في تعلم الحماية من التحرش، الصحة الجنسية ، العلاقات العاطفية و الجماع ، لاجل اتجاه عقلي سليم و صالح ؟ بدلا من إنشاء أفراد في هوس و كبت جنسي دائم.
البنية الذهنية و الحداثة
المدرسة المتخلفة فاشلة. لا تنتج إلا التخلف. إن جميع عملياتها وإجراءاتها متداخلة في البنية الدهنية للتلميذ . منها تعاليم نافعة و أخرى مضيعة للوقت والطاقة. محتوى البنية الدهنية هو الذي يحدد مصيرحياة حاملها. العديد من العمليات التي تلقيناها و اختزناها في البنية العقلية ستكون أساس الصعوبات التي سنواجهها في عالم الحداثة.
توجد وسائل لتصحيح البنية العقلية من العمليات السلبية. منها التثقيف و التفكيرو الشجاعة و الإرادة باستمرار. و قد تفيد مقولة الفيلسوف اليوناني سقراط " اعرف نفسك بنفسك "، التي يقصد بها ابحث عن ذاتك وتعرف عليها.
عبد الرزاق عجاجة --
.. مدرسة الترويض ، في صناعة الجهل
|
|