Societies
Sociétés
سلوا قلبي

من قصيدة أحمد شوقي
.. "في ذكرى المولد النبوي"

ماذا عن أغنية " سلوا قلبي"، لأم كلثوم

كتب الشاعر المصري أحمد شوقي قصيدة "في ذكرى المولد النبوي" سنة 1914. و هي، في علم العروض، منظومة على بحر الوافر، و تضم واحدا وسبعين بيتا. اختارت منها أم كلثوم واحدا وعشرين بيتاً لغنائها ، سنة 1946، في القاهرة، مصر

أبدى الشاعرأحمد رامي رأيه لأم كلثوم حول جمع هاته الأبيات ، و اختار لها العنوان "سلو قلبي"، كما في بداية البيت الأول لهذه المجموعة. بعد ذلك قامت بدفعها إلى الملحن رياض السنباطي ، عاشقا للقصيدة، ليقوم بتلحينها

شكلت الغنوة مرحلة جديدة وناجحة لأم كلثوم في ترابط الآداء و اللحن و قصيدة فصيحة دينية. البيت القصيد في هذه الحكاية كلها هو البيت الشعري: “وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا” . البيت الشهير اللذي ألهب الشعور الوطني و بشكل غير مباشر . و به عملت الغنوة ضجة مسرحية و إعلامية كبيرة

في حديقة الأزبكية ، القاهرة، سنة 1946، حينما كانت أم كلثوم تصل هذا البيت الشهير، تقافز الجمهورعلى كراسيه و هتف بسقوط الاحتلال البريطاني والمطالبة برحيله. كان السبب في ذلك أنّ هذا البيت الحيوي كان يناسب الحياة السياسية المصرية مع الإستعمار البريطاني آنذاك



بعدما تم تقديم هذه الأغنية إلى الجمهور، كان استقبال الجماهير للحن مدوياً، إلى حد انزعاج سلطة الاحتلال البريطاني منه. على فكرة، هذا البيت الشعري الشهير من القصيدة يمكن تفسيره و تطبيقه أيضا في جميع حالات الحياة. في الحقيقة، كان هناك سبب ثاني في التجاج السميع

نعم، هو اللحن. اللحن في الكلمات مهم جدا. اللحن قد يكسف الكلمات مثل ما تفعل التوابل للطعام . الاستقبال الجماهيري الغفير في هذه المناسبة ، كان يرجع كذلك إلى عبقرية الملحن رياض السنباطي، العاشق للقصائد. كان اللحن في هذه الغنوة من مقام راست، و يعتبر من أجمل الألحان التي قدمها للست أم كلثوم

رحم الله شوقي و رامي و السنباطي و سيدة الغناء الست أم كلثوم. رحمهم الله جميعا رحمة واسعة

عبد الرزاق عجاجة --
مارس 2022