Articles
Science and societies
dhahir berbere, comments

الظهير البربري

مضمون الظهير

كانت غاية ظهير 16 مايو 1930 مثل الغاية من ظهير 11 سبتمبر 1914 الذي سبقه و تم التصديق عليه من قبل السلطان مولاي يوسف ، وهي الإعتراف بالحكم الذاتي التقليدي للأمازيغ. و قد تم اقتباس الظهير الأول في ديباجة الظهير الجديد الصادر في 16 مايو 1930 ، موضحًا أن هذا الأخير جاء لتوضيح أحكامه

الاسم الأصلي لظهير 16 ماي 1930 هو“الظهير المنظم لسير العدالة في المناطق ذات الأعراف الأمازيغية التي لا توجد بها محاكم شرعية”. استصدرته الإقامة العامة ووقعه السلطان محمد الخامس. أما "الظهير البربري" فهو اسم محرف من قبل عبد اللطيف الصبيحي و جماعته في الحركة الوطنية، لغاية التشويش و الوصول إلى تحقيق الأغراض الشخصية لمؤسسي هذه الحركة

نُشِرهذا الظهير في النسخة الفرنسية للجريدة الرسمية المغربية تحت عدد 918 بتاريخ 30 ماي 1930، وفي النسخة العربية على الصفحة الأولى للجريدة ذاتها تحت عدد 919 بتاريخ 6 يونيو 1930، حيث حمل التسمية الآتية: “ظهير شريف يصبح بموجبه قانونيا مطابقا للأصول المراعية لسير شؤون العدلية الحالي في القبائل ذات العوائد الأمازيغية التي لا توجد بها محاكم مكلفة بتطبيق القوانين الشرعية”.

في الحقيقة، هذا الظهير منح حق القبائل الأمازيغية في تطبيق تشريعاتها ، ونص على ولاية قضائية خاصة بالقبائل الأصلية وفقًا لقانونها العرفي. وكان القصد من وراء شرعنة بعض الأمورالإجتماعية ، الاستيلاء على الأراضي الأمازيغية الخصبة . في المقابل، ظهيرعقاري، لا علاقة له بالتفرقة بين الامازيغ والناطقين بالعربية، ولا بسياسة ”فرق تسد”، و لا بتنصير الأمازيغ .

نص هذا الظهير يعني بسير العدالة في القبائل ذات العادات الأمازيغية. لا يتضمن أي كلمة عن تبشير و تنصير الأمازيغ كما أوهم المغاربةَ الصبيحي و حركتُه و المتطفلين السلفيين. وراءها الصبيحي وأتباعه ، كانت هذه الأوهام مصدرالفوضى و التظاهرات والاحتجاجات من طرف الرعاع الذين يحبون الخرافات و يصدقونها

كان تخويف الحركة الوطنية للمغاربة كون هذا الظهير يقسِّم المغرب إلى عالمين منفصلين متناحرين : عالم عربي وعالم بربري وإلى منطقتين "بلاد المخزن" وبلاد السيبة" وإلى نظامين "نظام عرفي" سائد في المناطق الأمازيغية، ونظام شرعي في المناطق العربية

في النهاية، استطاعت نخبة بورجوازية أن تحول مضمون الظهير من كونه ينظم المحاكم العرفية إلى حدث تاريخي مؤسس لـ”الحركة الوطنية”. فـقُتِل الظهير في المهد و أصبحت جثته إيديولوجية توظف لمحاربة الثقافة الأمازيغية تستعملها الأحزاب كمثل حزب الاستقلال. فانتهى الأمر إلى سحب هذا الظهير يوم 8 أبريل 1934

أخطر الهجمات المدمرجائت من الشرق. نشرت صحف الشرق الأوسط تصريحات "الحر كة الوطنية"، و أتهموا الفرنسيين على أنهم صليبيون العصر الحديث. كرر المؤتمرُ الإسلامي الذي انعقد في القدس عام 1932 هذا الاتهامِ

في مصر ، احتجت جمعية عبد الحميد السعيد للشباب المسلم ولجنة الدفاع عن المسلمين المغاربة برئاسة عمر طوسون على "هذا الفعل الذي لا مثيل له بأن فرنسا تريد إجبار الملايين من الأفراد على اعتناق ديانتها ". قاد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ المصري حسن البنا معركة فعالة ضد هذا الظهير. هدد محب الدين الخطيب ، رئيس تحرير جريدة "الفتح" السلفية التي تتخذ من القاهرة مقراً لها ، بحدوث انفجار شامل

أعلن الشيخ رشيد رضا أن الدين الإسلامي في خطر. و قد ذهب إلى أن حرف رسالة السلطان محمد الخامس الموجهة لمرددي اللطيف من الحركة الوطنية. حرض شكيب أرسلان رئيس تحرير مجلة "الوطن العربي" مسلمي العالم على التعبير عن استيائهم . تم إرسال العديد من البرقيات من العالم الإسلامي إلى الحكومة الفرنسية وعصبة الأمم ، احتجاجًا على سياسة فرنسا في إزالة الأسلمة و "تجدد المأساة الأندلسية"

-- عبد الرزاق عجاجة
الرجوع إلى المدرسة